بسم الله الرحمن الرحيم
جاء أنسحاب القوات العسكرية الروسية من سوريا بمثابة مفاجأة وكان قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسحب قواته منطقية نظرا لظروف التي واجهها في سوريا حيث التسائل يكون أما هو أنسحاب بسبب الخسائر المتراكمة وضعف حلفائه أو هي صفقة مع دول محورية في المنقطة كالسعودية لأنهاء الصراع وضمان لروسيا مصالح عليا في سوريا وهل بوتين حقق أنتصار في سوريا ولو بجزئية معينة كان يريدها ولكن هناك أحتمال آخر هل بوتين يريد أن يرسل رسالة للغرب أن عليهم أن يعلموا أن روسيا دولة عظمى ولن تسكت عن مصالحها وأنهم عليهم أن لن يتنبؤ بمتى وكيف سيكون تحرك وتدخل القوات الروسية بأي منطقة في العالم
عندما نشر بوتين القوات المسلحة الروسية في سورية في أيلول الماضي كانت هذه أهدافة
1- عودة روسيا كاقوة عظمى والمشاركة على هذا النحو في الحوارات الدولية لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
2- مقاومة الغرب، وخاصة بجهودها للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد الذي يضمن مصالحهم العليا بسوريا.
3- الحفاظ على سوريا كدولة موحدة لا تزال حليفة لروسيا (وهي الدولة الوحيدة التي ستكون على استعداد لشراء الأسلحة الروسية ودعم الأقتصاد الروسي وتوفير الأراضي لإقامة قواعد عسكرية روسية
4- إنهاء الحرب الأهلية السورية وإطلاق الحوار السياسي الداخلي.
5- تشكيل شراكة مع إيران يهدف إلى تعزيز المصالح الاقتصادية لشركات النفط والغاز الروسية ومصنعي الأسلحة و
تشكيل إئتلاف واسع بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا وإيران والمملكة العربية السعودية وتركيا لمكافحة تنظيم داعش
قد يستثني بوتين النقطة الأخيرة ويجعل أمر مواجهة داعش عملية أستنزاف حقيقية لسعودية لمواجهة داعش لوحدها بعد مامكن نظام بشار من السيطرة على الجزء المفيد في سوريا فقط وفيما يتعلق بالمواجهة مع الولايات المتحدة على وجه الخصوص فهو لايجد صراع حقيقي مع الولايات المتحدة في سوريا لأن كل مايهم أمريكا هو أمن إسرائيل ولكن هناك مواجهة من نوع آخر وهي على المستوى الأقليمي بين الولايات المتحدة وروسيا مثل المواجهة بين الكوريتين بوتين قد يستغل الوضع الكوري الشمالي مع الصين لتحقيق مكاسب أقليمية من الجهة الشرقية ضد الغرب بوتين عندما وقف ضد إزاحة بشار الأسد كان الأمر الرئيسي له بأن يقول للغرب أن روسيا دولة عظمى ولن تسمح بذلك
السياسيين الغربيين أخطاؤ مرة أخرى في طريقة قراءة سياسة بوتين. قد يكون لديهم آرائهم الخاصة على المغامرة الروسية في سوريا، ولكن ذلك لم يساعدهم على فهم مايقوم به بوتين من خلق توازنات في مواجهات روسيا في حروبها القادمة وقد يكون سبب الأنسحاب لتعزيز تواجدهم في مناطق أخرى من العالم
رسالة بوتين وصلة للغرب
أثبت بوتين في سورية وأوكرانيا أنه مستعد لاستخدام القوة العسكرية والعمل بالطريقة المساندة بالقوة السريعة وبشكل غير متوقع إذا لزم الأمر لحماية المصالح الروسية وقت ما أقتضى تحديد ذلك و لا ينبغي أن نندهش إذا أعاد بوتين نشر القوات الروسية في سوريا في وقت لاحق و أنه سيكون مستعدا للقيام بذلك في أي وقت وهل الأنسحاب الروسي هو جزء من تحقيق الأنتصار الأستراتيجي وهي أن لايصبح الواقع الروسي مستنقع دموي وأستنزاف لايستطيع الخروج منه
هل الحقيقة أن بوتين لم يحقق أهدافه في سوريا وسبب الأنسحاب خسائر اقتصادية وحلفائه في المنطقة ضعاف
أن إعلان وزير الخارجية سيرجي لافروف بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أمر بسحب قواته من سوريا وبطريقة مفاجئة وتم الأنسحاب بشكل جزئيا من سوريا كانت مفاجأة بكل المقاييس قد يفسر على أنه كان نجاح من الهروب من المستنقع السوري وليس بسبب أنه حقق أهدافه الفعلية في سوريا
بوتين لايمتلك النفس الطويل في المواجهة ووضع روسيا تحت الضغوطات وقد بانت مؤشرات بعدم محاولة الرئيس الروس بوتين لزج بروسيا في مواجهة طويلة وصعبة ومرهقة أقتصاديا وسياسيا بعد أسقاط تركيا لطائرة سوخوي الروسية في نوفمبر الماضي والذي لم يصعد الأمر للوصول بالأمر لتصفية الحسابات مع الأتراك عسكريا وأيضا قبول روسيا على أستيحاء وقف أطلاق النار كان جيدا وفرصة مثالية أتاحة لروس فرصة لأنهاء التدخل العسكري في سوريا ومع ضغوطات وعقوبات من دول العالم الحليف لأمريكا وبوادر تدخل الحلف الأسلامي في السعودية يوحي بمعركة خاسرة لحليف الروس بشار الأسد والبعض يعتقد أن السياسيين في روسيا قد أقنعوا الرئيس فلاديمير بوتين بصفقة جيدة لتخلي عن بشار الأسد مقابل بقاء مصالحهم في سوريا وماشجع لحدوث هذا الأمر أنه لم يتم تحقيق نصر على ساحات المعركة يجعل من التدخل الروسي له نفس طويلا جدا وأيضا هناك هاجس روسي من تنظيم داعش الذي لو قارنا النسبة والتناسب بالأستحواذ على الأراضي السورية فهو لديه اليد العلياء مقارنة بالمنطقة التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد وقد تحاول روسيا أن تتعاون مع دول المنطقة للقضاء على تنظيم داعش وتسليم السلطة بيد حكومة معتدلة ولائها وحلفها يكون لروسيا وايضا مايعزز هذا الأمر هو الخلاف الروسي الإيراني بموضوع الحصص في أسواق البترول ومحاولة زيادة إيران لأنتاجها بما يعادل 500 ألف برميل فوق حصتها السوقية الحالية وعدم ثقة الروس بهم لتعاملاتهم وميولهم المزدوج معهم ومع الأمريكان
0 التعليقات:
إرسال تعليق